خطاب جمهورية السودان في الاجتماع السادس لجمعية الامم المتحدة للبيئة

نيروبيَ ١٩فبراير الى ١ مارس
السيدة : رئيس الدورة السادسة
السيدة : المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة

السيدات والسادة رؤساء الوفود الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نخاطبكم اليوم و العالم يجتمع هذه الايام للتصدي لازمة كوكبنا المتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي والتلوث وبلادي تتعرض لابشع ابادة بيئية ممنهجة اثبتتها الدراسة من على البعد حيث اوضحت صور الاقمار الصناعية عالية الدقة الاضرار التي لحقت باهم مناطق التنوع الحيوي في البلاد
حيث تعرضت محمية غابة السنط النادرة لاضرار مادية بالغة نتيجة لاستهدافها من قبل مليشيات الدعم السريع المتمردة بالقذائف والتفجيرات والحرائق
الحضور الكريم نحيطكم علما بان هذه المحمية تم رفعها لتنضم الى قائمة رامسار لانها تفي بمعايير الاعتراف وباعتبارها منطقة محمية معترف بها ، تضم هذه المحمية قرابة ٢٥٠ نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة بالاضافة الى الثديات والزواحف النادرة كما تحوي عشائر نباتية عديدة الى جانب ذلك تضم مستجمعات المياه التي شكلت نموذج فريد من التنوع الحيوي مما اكسبها اهميتها العلمية خاصة في مجال الدراسات الميدانية و وتدريب علماء الاحياء والباحثين ، الى جانب ذلك تلعب محمية السنط دور كبير في خفض درجة الحرارة باعتبارها مخزون للكربون، كما تعزز سبل كسب العيش من خلال استغلال السكان للغابة في صيد الاسماك والزراعة و السياحة البيئية .
السيدات والسادة
في ذات السياق تم تدمير حديقة النباتات الوطنية السودانية من قبل الملشيات المتمرده اهم واقدم حديقة للموارد الجينية في قارة افريقيا والتي تجاوز عمرها اكثر من مائة عام ،كما تم تدمير متحف السودان الطبيعي الذي يحوي مجموعات متنوعة من الطيور والزواحف والحياة البحرية و النهرية تمثل هذه المجموعات كافة النظم البيئية التي يزخر بها السودان، ويعتبر هذا المتحف العريق – الذي كان مخطط ان نحتفل باليوبيل الذهبي له – مصدر للبحث العلمي لداخل السودان وخارجه ،كذلك دمرت المليشيات المرتزقة محمية الطيور الموجودة في سد جبل اولياء جنوب الخرطوم هذا الى جانب تدميرحدائق الحيوانات التي تضم الحيوانات النادرة و الانواع المهددة بالانقراض .
هذا كما تضرر التنوع الحيوي في السهول الفيضية لنهر النيل و النيلين الازرق والأبيض خاصة جزيرة توتي مصدر للمنتجات الزراعية الطبيعية .
ايضا تعرض مركز الموارد الجنينة للمحاصيل الزراعية بمدينة ود مدني للتخريب من قبل المليشيات ، تاتي اهمية هذا المركز في انه مصدر للبذور التي تتكيف مع الظروف البيئية المختلفة خاصة وان السودان يعد سلة غذاء العالم ومصدر تأمين الغذاء للعالم العربي .
السيدات والسادة
استهدافت مليشيا الدعم السريع المتمردة المناطق الصناعية ومستودعات النفط مما ادى تلوث الجو بالمواد الكيميائية الضارة فضلا الى التلوث الناتج عن الذخائر والآليات العسكرية ومما زاد الامر سواء تدمير المليشيا لمحطات الكهرباء مما ادى الى التوسع في استخدام الوقود .
الحضور الكريم
عملت المليشيات على زراع الالغام والمتفجرات مما يؤدي الى تلوث التربة وتسرب المواد الكيميائية الى التربة والماء الجوفي علما بان ولاية الخرطوم تقع على حوض ماء جوفي كبير يعد مخزون استراتيجي هام .
كذلك عمدت الملشيات على تدمير كبري شمبات مما ادى الى انتقال الملوثات الثقيلة مثل الرصاص الى مياه النهر وموارده الحية.
ايضا من الانتهاكات التي قامت بها المليشيا الاعتداء على المعمل المركزي الذي يضم المعامل الحيوية والكيميائية وما يترتب عليه من آثار كارثية متنوعة .
السيدات والسادة

لانستثنى قضية آثار تغير المناخ التي اصبحت من اكبرالقضايا التي تشغل المجتمع الدولي لما لها من آثار اثبتها الواقع واثبتتها الهيئة العلمية الحكومية لتغيرالمناخ(IPCC).
السودان يعتبر من الدول الاكثر تأثرا بالتغيرات المناخية خاصة قطاعات المياه والزراعة والصحة والمناطق الساحلية.
الساده الحضور:
تغير المناخ حقيقة واقعة وعبئا يعوق تحقيق الامن الغذائي والتنمية المستدامة فضلا عن تاجيج الصراع حول الموارد الطبيعية والتي زاد الضغط عليها بعد زيادة النزوح الى المناطق المختلفة نتيجة للحرب.
بالاضافة الى ما سبق ذكره فان الحرب اعاقة تنفيذ المشاريع البيئية خاصة مشاريع التكيف مع التغيرات المناخية و مشاريع المحميات الطبيعية و التنوع الحيوي .

السيدات والسادة
التدمير البيئي طال كافة النظم البيئية التي يعتمد عليها شعب السودان لكسب العيش تدمرت السهول الزراعية والمراعي هذا التدمير الممنهج هدفه تهجير انسان السودان الذي فقد سبل كسب العيش الكريم .

ان مسؤلية الابادة الببيئية التي تعرضت لها جمهورية السودان تقع على عاتق مليشيات الدعم السريع والدولة الداعمة لها التي رغم ادانتها دوليا لازالت تمد المليشيات المتمردة بالسلاح الذي يدمر البيئة عبر بعض دور الجوار السوداني ،عليه فان اصلاح ماافسدته الحرب يقع على عاتق هذه الدول وفق مبدأ من يفسد البيئة يصلحها ، كذلك اطالب من هذا المنبر البيئي الذي يعد اعلى سلطة بيئية في العالم ان تتخذ موقف واضح من الدول الداعمة للحرب التي تكو ن ضحيتها البيئة وتجريمها على اساس انهم اعداء للبيئة والا يكون لهم مكان في هذه الاجتماعات، كما نناشد مؤسسات التمويل الدولية و الصناديق المتخصصة الدولية بان تولي السودان اهمية قصوى بالامداد المالي والفني لاستعادة كافة النظم البيئية التي دمرتها الحرب والاسراع في اجراءات التعافي البيئي لا التأخير يعني زيادة التدهور البيئي وبالتالي زيادة التكلفة الفنية والمالية

الحضور الكريم
آن الاوآن ليكون لهذه الجمعية راي واضح في اقامة السدود الكبرى على المجاري العليا للانهار الدولية والتي ثبت علميا أثارها البيئية الضارة على المناطق التالية للسد حيث تضرر السودان من سد النهضة الاثيوبي الذي تم انشاءه دون اجراء دراسات بيئية مسبقة ، يترتب على هذا السد اضرار ببيئة على السودان حيث يؤدي الى فقدان السهول الفيضية ومساحات الري الفيضي وفقدان التخصيب الطبيعي للتربة وحرمان أحواض المياه الجوفية من التغذية الموسمية هذا الى جانب تدني جودة المياه المتدفقة الى السودان وإصابة السكان بالأمراض المنتشرة بالمياه وفقدان مصائد الأسماك والغابات النيلية وتناقص وفقدان الحيوانات البرية والطيور والإسهام في التغير المناخي ، ان الحد من هذه الاضرار البيئية تتطلب أن يسمح تشغيل سد النهضة بالمحافظة على تقليد التدفق الموسمي الطبيعي للنيل الأزرق من خلال دعم إستمرار تدفقه وما يحمله من طمي ورواسب حفاظا على التنوع الحيوي وحماية للنظم الإيكولوجية النهرية والبرمائية والبرية المرتبطة بنهر النيل الأزرق ونهر النيل.
ختاما نعلن التزامنا بالمبادئ البيئية الرامية الى اعادة الانسجام بيننا وبين الطبيعة التي نحيا عليها كما يعلن السودان التزامه بكافة المواثيق والاتفاقيات البيئية الدولية وتعاونه اللامحدود في سبيل تنفيذ التزاماته لاسيما المتعلقة بتغير المناخ والتنوع الحيوي و التلوث .
ولكم الشكر