الجاهزية لمواجهة التغيرات المناخية في قطاعى الزراعة والمياه بالسودان

نفذ المجلس الاعلى للبيئة والموارد الطبيعية مع منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية الفاو في إطار مشروع تعزيز عمليات تخطيط وتنفيذ الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية في قطاعى الزراعة والمياه بالسودان ورشة عمل بعنوان تقييم اثار تغير المناخ على موارد المياه فى المدى المتوسط والطويل والاحتياجات المائية للمحاصيل الرئيسية فى السودان في الفترة من ١٦ الى ١٨ يناير الجاري بفندق بردايس بالخرطوم شاركت فيها اللجان الفنية للمياه والزراعة بجميع ولايات السودان والمختصين من الوزارات الحكومية ذات الصلة والجامعات والبحوث الزراعية .
وذكر المستشار الوطني في مجال المقننات المائية وميسر الورشة دكتور بشير محمد آدم أن الورشة تهدف إلى إلقاء الضوء على الوضع الحالي للموارد المائية وتأثير تغير المناخ عليها وعرض ومراجعة التقارير المتعلقة بتنبؤات واسقاطات تغير المناخ والاستخدام الأمثل للاحتياجات المائية للمحاصيل الرئيسية في القطاعات المطرية والمروية فضلا عن التدريب على طرق حساب الاحتياجات المائية للمحاصيل المختلفة في سبيل الجاهزية لمواجهة التغيرات المناخية التي تشير أغلب دراساتها لنقصان الأمطار وزيادة في درجة الحرارة في المستقبل القريب والبعيد .
إلى ذلك أوضحت المستشار الفني لمشروع الخطة الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية دكتورة سمية زاكي الدين أن المشروع يهتم بتهيئة المؤسسات الوطنية والباحثين على التعامل مع تغير المناخ والتخطيط والتنفيذ للمشروعات في مجال التكيف مع آثار تغير المناخ وتحدثت عن أهداف الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ كمرجعية علمية لأحدث المعلومات المتوفرة في كافة أنحاء العالم وذات الصلة بقضايا تغير المناخ وأهميتها في إعانة السياسيين ومتخذي القرار بشان تغير المناخ وآثاره ومخاطره وخيارات التكيف معه مشيرة إلى أحدث التقارير الذي يسلط الضوء على عدد من التأثيرات الناتجة عن زيادة الاحتباس الحراري العالمي منوهة إلى الهدف الرئيسي لاتفاقية باريس في المحافظة على درجات الحرارة عند ٢ درجة مئوية والعمل على خفضها الى 1.5 درجة . كما سلطت الضوء على مسألة الخسائر والأضرار التي تدعوا من خلالها الدول الفقيرة والمتضررة من الكوارث والآثار السلبية لتغير المناخ بأن تقوم الدول الصناعية التي تسببت في إرتفاع نسبة الاحتباس الحراري بتقديم المساعدات المالية لها للتعامل مع الآثار المترتبة . وتطرقت لمكونات المشروع والخبراء والمستشارين الوطنيين والعالميين العاملين فيه مشيدة بمستوى التواصل والتنسيق الجيد بين المجلس الاعلى للبيئة والشركاء والدور الفاعل لنقاط الإتصال بالولايات .
بدوره استعرض المستشار الوطني للمشروع دكتور عمار مختار في ورقته مناخ السودان والتغيرات المناخية الخرط المناخية المنتجة من البيانات المتاحة وقال أنها عالية الدقة والجودة لواحد كيلومتر وتساعد في معرفة توزيع درجات الحرارة وكميات الأمطار في أنحاء السودان خلال الفترة ١٩٧١ _ ٢٠٠٠ متضمنة إنتاج خرط مناخية شهرية لكميات الأمطار ودرجات الحرارة العليا والدنيا . كما اشتملت الورقة على اسقاطات درجات الحرارة العليا والدنيا وكميات الأمطار للسودان خلال الفترة ١٩٧١ _ ٢٠٠٠ والفترة المتوسطة ٢٠٢١ _ ٢٠٥٠ والفترة طويلة الأجل ٢٠٥١ _ ٢٠٨٠ للسيناريوهات المتوقعة التي أوضحت زيادة في درجات الحرارة خلال الفترة مارس _ يونيو والفترة ديسمبر _ فبراير خلال الفترتين المتوسطة والطويلة كما أظهرت الورقة تباين في كميات الأمطار وتوزيعها خلال الفترتين القصيرة والطويلة وقطع دكتور عمار أن المنطقة الغربية من البلاد سوف تتعرض لزيادة في الأمطار بينما تقل في المناطق الشرقية والجنوبية بينما تظل الكميات المناخية في المناطق الوسطى دون تغيير . وأشار أيضا إلى أن درجات الحرارة الدنيا والعليا ستزيد وفقا للسيناريوين خلال الفترتين في المناطق الجنوبية الشرقية والشمالية خلال الموسم ديسمبر _ فبراير للفترتين ٢٠٢١ _ ٢٠٥٠ ، ٢٠٥١ _ ٢٠٨٠ ولفت إلى إستخدام هذه البيانات في دراسة آثار التغيرات المناخية في عدد من المحاصيل خلال الفترتين المتوسطة والطويلة كما سيتم إستخدامها أيضا لدراسة تأثير التغيرات المناخية على أمراض الحيوان في السودان .
وقدم دكتور شمس الدين موسى عميد معهد إدارة المياه والرى بجامعة الجزيرة ورقة حول مصادر واستخدام المياه في السودان وتأثير التغير المناخي عليها في المستقبل متناولا آثار الفيضانات والجفاف والخزانات والسدود واستخدامات مياه الأمطار والمياه الجوفية والعادمة والمشاريع المروية وملاءمة المحاصيل للحرارة والجفاف والتاقلم مع التغير المناخي مؤكدا أهمية بناء القدرات والتدريب والإرشاد الزراعي والبحوث وتوفر المال .
وتلقى المشاركون شرحا مستفيضا وتدريبا عمليا في حسابات الإحتياجات المائية للمحاصيل بإستخدام العوامل المناخية قدمه دكتور بشير محمد آدم كما تم تزويدهم بملفات تحتوي على بيانات المحطات المناخية للولايات والأقاليم المختلفة لتمكن من إجراء حساب إختيار المحصول ومشاركة النتائج ونشرها على مواقع تواصل تم إنشاؤها لهذا الغرض .