رسالة المجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة 2-2-2021

تحت شعار: الأراضي الرطبة والمياه – لا ينفصلان

يصادف  اليوم  الثاني  من  فبراير  من  كل  عام ،  الإحتفال  باليوم  العالمي  للأراضي  الرطبة  في  ذكري  تاريخ  إعتماد  إتفاقية  الأراضي  الرطبة  في  2 فبراير 1971  بمدينة  رامسار  الإيرانية.

 

يهدف  اليوم  العالمي  لزيادة   الوعي  بالأهمية الكبري  التي  تمثلها  الأراضي  الرطبة  في  حياة  الإنسان  ووظائفها  الحيوية  بالنسبة  لكوكب  الأرض.

 

ويسلط  موضوع  الإحتفال لعام  2021  الضوء  علي  الأراضي  الرطبة  كمصدر  للمياه  العذبة  ويشجع  الإجراءات  الرامية  لإستعادتها  ووقف  فقدانها.  إذ  أننا  نواجه  وبشكل  متزايد  أزمة  مياه  عذبة  خطيرة  تهدد  كوكب  الأرض  وقاطنيه ،  حيث  نستهلك  اليوم  من  المياه  العذبة  ما  يفوق  قدرة  الطبيعة  علي  تعويضه  وندمر  النظام  البيئي  الذي  تعتمد  عليه  المياه  وترتبط  به  جميع  أشكال  الحياة،  ألا  وهو الأراضي  الرطبة.

 

توفر  الأراضي  الرطبة  الموائل  للطيور  المائية  وتدعم  التنوع  الحيوي،  وتمثل  مصدراً  للأغذية  والطاقة  والمياه  وتعمل  علي  تقليل  مخاطر  الفيضانات  والتجديد  الدائم  للمياه  الجوفيه  وتنقية  المياه  من الرواسب  والمواد  السامة  .  ولها  سماتها  الخاصة  بإعتبارها  جزءاً  من  التراث  الثقافي  والبشري  وأحد  منابع  الحس  الجمالي  ويؤمها  الكثير  من  المواطنين  من  أجل  التنزه  والسياحة  ومراقبة  الطيور.

 

ووفقاً  لتعريف  إتفاقية  “رامسار”  للأراضي  الرطبة  فإن  الأراضي  الرطبة  تمثل  “مناطق  المستنقعات  أو السبخات  أو  الأرض  الخث  أو  المياه  سواء  كانت  طبيعية  أو  صناعية، دائمة  أومؤقتة ،  ذات  مياه  راكدة  أو  متدفقة ،  عذبة  أو  أجاج  أو  مالحة ،  وتتضمن  مناطق  بحرية  لا  يتجاوز  عمق  مياهها  في مواقع  إنحسار  المياه  عن  ستة  أمتار“.

 

تشتمل  الأرضي  الرطبة  في  السودان  علي  ساحل  البحر الأحمر  بإمتداد  750  كيلومتراً ومواقع سنجنيب ودنقناب،  شواطئ  نهر  النيل  وأفرعه ، المجاري  المائية ،  البحيرات  الصناعية  والطبيعية ، مناطق  الميعات  والحفائر.

 

إنضم  السودان  لإتفاقية  “رامسار”  في  7 مايو 2005 ،  وبما  أن  الإتفاقية  تلزم  الدول  الموقعة  علي  تحديد  موقع  واحد  علي  الأقل  لتضمينه  في  المواقع  ذات  الأهمية  الدولية ،  فقد  أدرج  السودان  محمية  الدندر  القومية  في  العام 2005 . ولاحقاً  أدرج  مناطق  خليج  دنقناب  ومرسي  واواي  وخليج  سواكن  في  العام  2009 ،  لضمان  حماية  هذه  المواقع  وصونها  والحد  من  محاولات  التعدي  عليها.

 

وحالياً  يعكف  المجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية  من  خلال  اللجنة  الوطنية  للأراضي  الرطبة  علي  تحضير  وإستكمال  الدراسات  الفنية  والعلمية  لمنطقة  خور  أبوحبل  تمهيداً  لرفعها  لسكرتارية  الإتفاقية  لإعلانها  موقع  ذو  أهمية  عالمية.

 

وفي  هذا  الصدد  زار  البلاد في  ديسمبر الماضي  وفداً  يمثل  وكالة  التنوع  الحيوي  الفرنسية – وحدة الطيور  المائية  المهاجرة ، وعقد  سلسلة  من  الإجتماعات  بالجهات  المختصة  وقام  بطواف  علي  منطقة  خور  أوحبل  بمحليتي  تندلتي  وأم  روابة  تم  خلالها  التعرف  علي  الميعات  الموجودة  بالمنطقة  وأنواع  الطيور  المهاجرة  إليها  ومقابلة  المجتمعات والإدارات  الأهلية  والتنفيذيين  للتنوير  عن  أهمية  المنطقة  وما  يتوفر  فيها  من  موارد  طبيعية  ومعرفة  وجهة  نظرهم  في إعلان  المنطقة  ضمن  مواقع  رامسار  ذات  الأهمية  العالمية.

 

علماً  بأن  منطقة  خور  أبوحبل  قد  حازت  علي  أربعة  مميزات  يمكن  أن  تعزز  من  إعلانها  ضمن  القائمة  العالمية  وهي:

وجود  أكثر  من  35000  طائر  ببعض  الميعات  بالمنطقة.

أنواع  الطيور  الموجودة  يفوق نسبة 1%  وفقاً  لمعايير إتفاقية الأراضي الرطبة.

وجود  بعض  أنواع  الطيور  المهددة  بالإنقراض  ضمن  القائمة  الحمراء  للإتفاقية  .

الطبيعة  المتفردة  والمتميزة  للميعات  الموجودة  بالمنطقة.

 

وبهذه  المناسبة  يدعو  المجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية  الجهات  المعنية  والأجهزة  الإعلامية  لتسليط  الضوء  علي  قضايا  الأراضي  الرطبة  والمياه  وأهميتها من  خلال  المحاضرات ، الندوات ، المواد الإعلامية، الصور  الفوتوغرافية ، الرسم والتلوين.

 

أ.د. راشد مكي حسن

الأمين العام للمجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية